ألم الظهر | Back Pain


ألم الظهر | Back Pain

ألم الظهر | Back Pain



يعتبر ألم الظهر من أكثر المشاكل الصحية شيوعا. ولكى نفهم أسباب ألم الظهر، لابد وأن نعرف أولا مما يتكون العمود الفقرى.

تركيب العمود الفقرى

يتكون العمود الفقرى من فقرات عظمية مرتبطة ببعضها من الأمام بالقرص الغضروفى (Vertebral Disc) ومن الخلف بواسطة مفاصل (يمين ويسار) ومثبتة بأربطة وعضلات (عميقة وسطحية). ويزداد حجم الفقرات كلما اتجهنا من أعلى لأسفل.

ويمر الحبل الشوكى (Spinal Cord) من خلال تجويف داخل الفقرات، وتخرج جذور الأعصاب الطرفية (Peripheral Nerve Roots) من خلال تجاويف بين الفقرات على كلا الجانبين.

المصادر الرئيسية لألم الظهر

ومما سبق يتضح لنا أن المصادر الرئيسية لألم الظهر تنشأ من إحدى الأماكن التالية:
  1. المفاصل وهى آلام شائعة جدا.
  2. العضلات والأربطة.
  3. الإنزلاق الغضروفى.
  4. تآكل الغضروف وغالبا يحدث مع تقدم العمر.
  5. تضيق العمود الفقرى.
  6. تهيج والتهاب منطقة تلاقى مفصل الحوض مع العمود الفقرى.
وعلى عكس ما يعتقد الكثير من الناس، فإن الآلام التى مصدرها العضلات والأربطة والمفاصل تمثل حوالى 95٪ من آلام العمود الفقرى، أما التى مصدرها الغضاريف فتمثل حوالى 5٪ فقط.

أسباب ألم الظهر

أغلب الأسباب هى بسبب أوضاع خاطئة وسوء استخدام العمود الفقرى، وتتلخص الأسباب فى الآتى:
  1. مجهود بدنى عنيف لفترة طويلة مثل رفع أشياء ثقيلة ولفترات طويلة بدون راحة، أو حركة فجائية غير صحيحة.
  2. الثبات على وضع معين مثل الوقوف أو الجلوس لفترات طويلة.
  3. ضعف فى عضلات الظهر وهذا يجعل الشخص عرضة للإنزلاق الغضروفى.
  4. مشاكل مرضية فى العمود الفقرى مثل الإنزلاق الغضروفى و خشونة الفقرات والتهابات المفاصل وهشاشة العظام والإلتهابات البكتيرية والأمراض الروماتيزمية والأورام السرطانية.
  5. بعض المشاكل الوراثية مثل وجود انحناءات غير طبيعية في العمود الفقرى.
  6. التوتر والضغوط النفسية بشكل عام تزيد الشعور بالألم (الموجود فى الأساس) وتؤدى أيضا إلى تشنجات وتقلصات عضلية.

عوامل الخطورة فى ألم الظهر

يمكن لأى شخص أن يصاب بألم الظهر، ولكن هناك بعض العوامل التى تجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة وهى:
  1. التدخين، يقلل من تدفق الدم بما يحملة من عناصر غذائية إلى أسفل العمود الفقرى. وأيضا يتسبب فى بطئ معدل الشفاء.
  2. الإكتئاب والأمراض النفسية والعمل تحت ضغط كبير.
  3. قلة ممارسة الرياضة، مما يتسبب فى ضعف العضلات وخصوصا عضلات الظهر والبطن، مثل من يمارسون الأعمال المكتبية.
  4. رفع الأشياء بطريقة غير صحيحة.
  5. التقدم فى العمر، بدءا من سن الثلاثين أو الأربعين.
  6. زيادة الوزن، حيث يتسبب فى زيادة الضغط على الظهر.
  7. بعض الأمراض، مثل التهابات المفاصل والسرطانات.

أنواع ألم الظهر

  1. آلام ما دون العصب (Nociceptive pain): وهو نوع ناتج عن آلام الخشونة وآلام العضلات مثل الفيبروميالجا والعقد العضلية ومزق العضلات، يعنى كل ما هو خارج أو بعيدا عن أعصاب العمود الفقرى. ويمثل هذا النوع الغالبية العظمى من آلام الظهر عند كثير من الناس، وتظهر فى وضعية السكون وتختفى مع الحركة مثل الألم بعد الجلوس على الكرسى لفترة طويلة أو التعرض للتكييف أثناء النوم أو بعد ركوب السيارة لفترة طويلة. وأيضا الآلام التى تحدث مع تغيير فصول السنة أو مع زيادة الوزن أو مع الإنفعالات والتوتر أو مزق العضلات خلال التمارين الرياضية أو مع حمل الأوزان الثقيلة. وهذه الآلام تزول باستخدام المسكنات فى كثير من الأحيان ولا تحتاج تدخل طبى أو تدخل جراحى مباشر. وأما فى الحالات المزمنة، فيتحسن الألم مع بداية الحركة فقط ولكن يزداد الألم مع الحركة نظرا لوجود ضعف فى العضلات والمفاصل.
  2. آلام العصب (Nerve pain): وهى آلام عنيفة ومبرحة وشديدة وليس لها مكان محدد وتظهر مع الحركة وتختفى مع السكون والراحة مثل عرق النسا أو الإنزلاق الغضروفى. وتحتاج غالبا إلى تدخل جراحى عاجل إن لم تستجيب للعلاج.

أعراض ألم الظهر

تختلف الأعراض من شخص لآخر حيث من الممكن أن تكون:
  1. ألم في العضلات مثل لسعة أو إحساس بالكهرباء أو نغز الإبر وتؤدى إلى تشنج عضلى وخصوصا عند الإستيقاظ من النوم حيث يحتاج الشخص إلى التحرك قليلا حتى يزول هذا التشنج. ويزداد مع الجو البارد أو مع إستعمال المكيف. وعادة لاتكون هذه الآلام خطيرة وتزول بدون علاج ولكن لابد من العناية والوقاية حتى لا تتطور إلى مرحلة خطيرة.
  2. ألم من أسفل الظهر باتجاه الساق وغالبا يكون ألم العصب، وتزيد الخطورة إذا أصبحت هذه الآلام متكررة وتؤثر على الحياة اليومية للشخص أو إن كان هناك تأثير على الجزء السفلى من الجسم أو على حركة البول والبراز. ويحتاج الشخص فيها إلى العلاج أو التدخل الجراحى فى بعض الأحيان.

✪ الصداع الناتج عن الشد العضلى

يحدث عند الجلوس بشكل خاطئ مع إنحناء الرقبة للأمام ولفترات طويلة (مثل الجلوس أمام الكمبيوتر)، فيحدث شد مستمر للعضلات والأربطة الخلفية للرقبة مصحوبا بتقوية للعضلات الأمامية، مما يؤدى إلى عدم توازن بينهما، فينتج عن ذلك آلام مستمرة مع تكوين عقد عضلية والتى تفرز بدورها السيتوكين (Cytokine)‏ مكونة عقدا عضلية أبعد، مما ينتج عنه صداع مستمر مصحوبا فى بعض الأحيان بقيئ وغثيان.
والعقد العضلية هى مجموعة من الألياف العضلية المتقلصة بين مجموعة أخرى من الألياف العضلية السليمة، وتحدث بسبب خشونة الفقرات المزمنة وكثرة الجلوس لفترات طويلة أمام الكمبيوتر والتوتر المستمر والإصابات بسبب التدريبات العنيفة، وتتسبب فى آلام مزمنة شديدة على المدى البعيد، وتقريبا كل مرضى العمود الفقرى لديهم عقد عضلية، ويتم تشخيصها بالفحص الإكلينيكى أو بالتصوير الحرارى.

 ✪ زيادة الوزن وألم الظهر

تسبب زيادة الوزن آلام الظهر لسببين:
  1. زيادة التحميل على الفقرات مما يؤدى إلى زيادة تآكل الغضاريف والضغط على الأعصاب.
  2. عند الإفراط فى الأكل، يحدث نقص لإفراز هرمون اللبتين (Leptin hormone) من المخ، وهو  أحد الهرمونات المسؤولة عن تنظيم الوزن والمحافظة على الفقرات والغضاريف والتحكم بالشهية نحو الطعام والإحساس بالجوع، مما يؤدى إلى تأتر المفاصل بشكل كبير وزيادة الألم.

✪ المرأة الحامل وألم الظهر

وهو موضوع مهم جدا لأنه خلال فترة الحمل، يتم إفراز الهرمون المرخى (Relaxin hormone)‏ و يساهم في استرخاء عضلات الحوض ليتسع بالشكل الكافى للحفاظ على الجنين وأيضا لتمهيد عملية الولادة، ويمكن أن يؤدى هذا إلى تهيج فى مفصل الحوض مع العمود الفقرى، وعادة ما يسبب وزن الجنين بعض الآلام الخفيفة.
ولتقليل هذه الآلام، تحتاج الحامل إلى عمل تمارين رياضية معينة بشكل منتظم مثل المشى السريع لمدة ثلث ساعة ثلاث مرات أسبوعيا .
وعادة مايستمر هذا الألم بعد الولادة لمدة أسبوع أو أسبوعين ثم يختفى تلقائيا، ولكن إذا استمر هذا الألم فسيحتاج إلى تدخل طبى.

✪ ضيق القناة العصبية

هو ضيق القناة الرئيسية (التى يمر بها الحبل الشوكى) أو القنوات الفرعية على الجانبين (التى تخرج منها الأعصاب لكلا الجانبين). وتكون مصحوبة بألم يبدأمن الظهر مرورا بالفخد من الخلف ثم الساق من الخارج ثم كعب القدم وينتهى فى أصابع القدم، ويزداد هذا الألم مع كثرة الجلوس وفى بداية الوقوف، ويسير الشخص منحنيا للأمام وماسكا بظهره لتقليل الإحساس بالألم، ويتميز بحدوث تشنجات فى عضلات الرجل بشكل مستمر مع أقل مجهود، وحدوث تنميل فى الأطراف (اليدين أو الرجلين) على حسب مكان الضيق.
ومع تقدم وسوء الحالة، يحدث ضعف وصغر فى حجم العضلات.
وفى المراحل المتأخرة، يحدث عدم التحكم فى البول أو البراز.
وهى إما أن تكون وراثية أو نتيجة لزيادة سمك الأربطة والعظام أو زيادة عدد الغضاريف الضاغطة على القناة العصبية.

حوالى 95٪ من حالات ضيق القناة العصبية تحتاج لتدخل جراحى على العكس من حالات الإنزلاق الغضروفى حيث أن حوالى 85-90٪ منها تستجيب للعلاج الدوائى دون الحاجة للتدخل الجراحى.

✪ عرق النسا

 هو عبارة عن ألم يمتد على طول العصب الوركى (Sciatic nerve)، حيث يتفرع من أسفل الظهر مرورا بالأرداف والوركين ممتدا إلى أسفل الساقين وصولا إلى القدمين والأصابع. وعادة ما يؤثر عرق النسا في جانب واحد فقط من الجسم.
ويحدث بسبب إنضغاط العصب الوركى (Sciatic nerve) بالقرص المنفتق أو النتوءات العظمية في العمود الفقرى أو ضيق القناة العصبية.

✪ عرق النسا الكاذب

وهو ما يعطى أعراض حرقان أو تنميل فى القدم ولكن ليس مصدرة الغضروف أو العصب المضغوط عليه، ولكن يحدث بسبب تقلص وضغط العضلة الكمثرية (Piriformis muscle) على العصب الوركى (Sciatic nerve)‏ والذى يمر من تحتها أو من خلالها. وهى حالة محيرة جدا وصعب تشخيصها.


تشخيص ألم الظهر

بواسطة الطبيب المختص، سيتم الفحص الإكلينيكى أولا والذى من خلاله سيتم تقييم الحالة وفى أغلب الحالات، سيتم معرفة مصدر الألم.
ومن المحتمل أن يطلب منك الطبيب إجراء سلسلة فحوصات موسعة أكثر لتأكيد تشخيص الحالة أو لإستبعاد الأسباب الخطيرة لآلام الظهر، مثل:
التصوير بالأشعة السينية  (X - Ray)، لتصوير بنية العظام والكشف عن التهابات المفاصل أو العظام المكسورة.
التصوير بالرنين المغناطيسى (MRI )، للكشف عن تشوهات المفاصل، مثل تمزق الغضاريف والأربطة، وأورام العظام والأنسجة الرخوة وتشوهات الفقرات وعدوى العظام.
التصوير بالآشعة المقطعية (CT)، للكشف عن مشاكل العظام والعضلات، مثل الأورام والكسور وبروز الأقراص الفقرية والأورام والجلطة الدموية.
المسح الذرى العظام، في بعض الحالات النادرة لتشخيص بعض الأورام أو الكسور الانضغاطية التي تسببها هشاشة العظام.
تخطيط كهربائي للعضلات (EMG)، لتأكيد وجود انضغاط عصبى ناتج عن انفتاق الأقراص وضيق القناة العصبية.
بعض اختبارات الدم، والتى تساعد فى معرفة ما إن كان هناك عدوى أو مشكلة أخرى يمكن أن تكون هى السبب في الألم.


علاج ألم الظهر

بعد زيارة الطبيب المختص، من المحتمل أن يصف لك: 
  1. راحة تامة للجسم لفترة قصيرة بالسرير، وينبغى ألا تزيد عن يومين أو ثلاثة على الأكثرحيث من الممكن أن تضرك بدلا من أن تفيدك.
  2. أدوية، مثل مضادات الإلتهابات (Anti inflammatory drugs)، ومسكنات الآلام (Pain relievers) ومرخيات  العضلات (Muscle relaxants). وتكون هذه الأدوية فعالة في المرحلة الحادة، ولكن يجب أن ننتبه للآثار الجانبية (Side effects) لهذه الأدوية على أجهزة الجسم الأخرى مثل الجهاز الهضمى والكبد والكلى. بالإضافة إلى  الكريمات أو الدهانات أو المراهم الموضعية. ومن الممكن تناول بعض مضادات الاكتئاب وأيضا بعض الأدوية المخدرة لفترة زمنية قصيرة، مثل الكوديين (Codeine)، ولكن تحت إشراف طبي فقط.
  3. العلاج الفيزيائى (العلاج الطبيعى) او الرياضة البدنية، في حال عدم نجاح العلاج المنزلى.
  4. الحقن، في حال عدم نجاح الوسائل الأخرى في تخفيف الألم، قد يقوم الطبيب بحقن المريض بالكورتيزون (cortisone) كمضاد للإلتهاب، أو بدواء مخدر فى الفراغ الموجود حول الحبل الشوكى، ولكن المفعول لا يستمر كثيرا.
  5. عملية جراحية، فقط عدد قليل من الناس يحتاجون لحل جراحى لآلام الظهر. لا يوجد أى حل جراحي ناجح لآلام الظهر التي تكون نتيجة لمشاكل فى العضلات والأنسجة الرخوة بالظهر.


الوقاية من ألم الظهر

والوقاية دائما هى خير من العلاج، ولذلك لابد من:
  1. ممارسة تمارين رياضية معينة بشكل منتظم وتحسين اللياقة البدنية مثل تمارين الأيروبكس والمشى والسباحة والتمارين التى تعمل على تقوية ومرونة عضلات البطن والظهر.
  2. تخفيف الوزن والمحافظة على وزن سليم.
  3. الوقوف والجلوس والقيام منه بشكل صحيح وتجنب الحركات الخاطئة التى من الممكن أن تتسبب فى ضرر الظهر.
  4. التوقف عن التدخين.
  5. تخفيف التوتر والضغط النفسى.

العلاجات البديلة لألم الظهر

اغلب الناس يتوجهون للعلاجات البدلية كى يخففوا من ألم الظهر، ومنها:
  1. العلاجات اليدوية لتقويم العمود الفقرى، ويتم عمله بواسطة متخصصون مدربون باستخدام أيديهم أو أدوات صغيرة لعمل ضغط موجه ومفاجئ على أحد مفاصل العمود الفقري. ويهدف إلى تحسين حركة العمود الفقرى والوظيفة البدنية للجسم.
  2. الوخز بالإبر الصينية، يؤدى إلى نتائج جيدة فى بعض الحالات إذا فشلت الوسائل الأخرى فى التغلب على ألم الظهر.
  3. التدليك (المساج)، وهو مفيد فى حالات القلق والتوتر والأرق المتعلق بالضغط العصبي والإجهاد والإصابات الرياضية.
  4. تحفيز العصب الكهربائى عبر الجلد، ويساعد في السيطرة على بعض أنواع الألم أو تخفيفها.

وفى النهاية، نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.

ليست هناك تعليقات