المثلث الوبائى | The epidemiological triangle
المثلث الوبائى | The epidemiological triangle
لماذا لا يصاب الجميع بالكورونا؟! ولماذا لا تحدث مضاعفات خطيرة فى كل المصابين؟!
وما هى أسباب تكرار الإصابة بنزلات البرد عند بعض الأشخاص عن غيرهم؟!
ولماذا تختلف أعراض نزلات البرد وشدتها من شخص لآخر؟!
إجابة هذه الأسئلة تتلخص فى المثلث الوبائى (مثلث العدوى).
ملحوظة مهمة؛ هذه المقالة عن الأمراض المعدية فقط التى يسببها ميكروب معين مثل فيروس كورونا والإنفلونزا. أما الأمراض غير المعدية مثل الأمراض السرطانية أو مرض السكرى أو مرض إرتفاع ضغط الدم، فهى خارج نطاق موضوعنا لأن لها أسباب أخرى.
واستكمالا لموضوعنا؛ ما هو المثلث الوبائى أو مثلث العدوى؟!
لابد أن نعلم أن العدوى لا تحدث بشكل عشوائى وأن هناك عوامل تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للعدوى من غيرهم.
وهذه العوامل فى الأساس تعود لثلاث عناصر رئيسية والتى يتكون منها المثلث الوبائى وهى:
- العامل المسبب (Causative agent).
- العائل أوالشخص المعرض للإصابة (Host).
- البيئة المحيطة (Environment).
العامل المسبب (Causative agent)
وهو الميكروب المسبب للمرض مثل الكائنات الدقيقة (البكتيريا والفيروسات والفطريات والطفيليات) وأهم خصائصه هى قوته ودرجة خطورته وأيضا كمية الميكروب التى يتعرض لها الشخص.
فعلى سبيل المثال، فيروس كورونا خطير جدا ويسبب مضاعفات من الممكن أن تنتهى بالوفاه مقارنة بفيروس الإنفلونزا مع أن كليهما يصيب الجهاز التنفسى.
العائل (Host)
وهو الشخص المعرض للإصابة. وهناك بعض العوامل التى تجعل بعض الأشخاص أكثر عرضة للإصابة من غيرهم، وهى:
- الفئة العمرية (Extremities of age): حيث أن الأطفال وكبار السن هم الأكثر عرضة للعدوى.
- حالة الجهاز المناعى (Immune system): حيث أن ضعف المناعة يجعل الشخص أكثر عرضة للعدوى، ومثال لذلك الأمراض المناعية والأمراض المزمنة مثل الفشل الكلوى وأمراض الكبد ومرض السكرى وأيضا الحوامل.والجهاز المناعى له علاقة أيضا بالفئة العمرية، حيث أن الجهاز المناعى للأطفال وكبار السن يكون أضعف مقارنة بفئة الشباب.
- الحالة الغذائية (Nutritional status): حيث أن سوء التغذية والأكل غير الصحى يجعل الشخص أكثر عرضة للإصابة بالأمراض مقارنة بالأشخاص الذين يتناولون طعاما صحيا.
- العوامل الوراثية (Genetic factors): وتكون فى التركيب الجينى للجسم نفسه وهذه العوامل لها دور فى تحديد قابلية إصابة الشخص بالعدوى، وكيفية تعامل الجسم مع العدوى فى حالة الإصابة.
- النوع (Gender): نجد أن بعض الأمراض تصيب الذكور أكثر من الإناث والعكس صحيح فى أمراض أخرى.
- المهنة (Occupation): حيث أنه توجد بعض الأمراض التى تكون مرتبطة بطبيعة عمل الشخص نفسه، مثل العاملين بالقطاع الصحى.
- النظافة الشخصية (Personal hygiene): حيث أن إهتمام الفرد بالنظافة الشخصية يقلل من نسبة حدوث العدوى.
ولكن ليس مجرد وجود الميكروب والشخص المعرض له يعنى بالضرورة حدوث المرض.
إذا فلابد أن تكتمل الحلقة بوجود العنصر الثالث وهو البيئة المحيطة.
البيئة المحيطة (Environment)
وهى العوامل الخارجية التى تسمح بنقل العدوى، وأنواعها:
- بيئة فيزيائية (Physical environment): مثل الهواء والمياه و الطعام. وأيضا إختلاف المناخ من مكان لآخر، ولذلك نجد أن بعض الأمراض تنتشر فى المناخ البارد وأمراض أخرى تنتشر فى المناخ الحار.
- بيئة بيولوجية (Biological environment): والمقصود منها الكائنات الحية مثل بعض الحشرات التى تنقل الميكروبات وتسمى ناقل المرض.
- بيئة كيميائية (Chemical environment): مثل مخلفات المصانع والغازات وعوادم السيارات.
- بيئة إجتماعية وإقتصادية (Social and economic environment): مثل جودة التعليم وتوفر الخدمات الصحية وجودة المسكن ودرجة تهويته ونظافته ومرافق الصرف الصحى بالإضافة إلى الزحام والتكدس السكانى.
وبهذا تكون قد إكتملت الحلقة. ولابد أن تكون الثلاث عناصر مجتمعة فى نفس الوقت بمواصفات معينة حتى تحدث العدوى.
ولأن الوقاية دائما خير من العلاج، فلابد من قطع هذه الحلقة الثلاثية للتقليل من فرص إنتشار العدوى.
وهذه بعض النصائح التى تقدمها منظمة الصحة العالمية للوقاية من فيروس كورونا المستجد.
نصائح للجمهور بشأن مرض فيروس كورونا (كوفيد-19) إضغط هنا.
كيف تحمي نفسك من فيروس كورونا؟ إضغط هنا.
نتمنى لكم دوام الصحة والعافية.
ليست هناك تعليقات